الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

تجربتي مع التصوير
يعتبر التصوير حاليا من أبرز وجوه الحركة الفنية والثقافية العالمية ، نسبة لما تمثله الصورة من محرك ودافع ومحفز للعقل والفكر على حد سواء ...
فقد استطاعت الصورة أن تكون معبرة عن المتخيل الفردي والجماعي للمجتمعات ورسائل قوية ضد الحروب والفقر والتردي الاجتماعي ومعاناة الناس وتاليا محققة لتلك التطلعات والرؤى لتلك المجتمعات والشعوب التي تتوق بفطرتها للخير والحب والسلام وتعشق الجمال ...
عندما دخلت معترك التصوير وعالم الفوتوغراف لم أكن أعلم انه سيستحوذ مني على ذلك الاهتمام والشغف ،وكوني كنت أحب الرسم وامارسه فقد وجدت في التصوير ضالتي وما يعوضني عن عدم المتابعة في الرسم بحرية اكبر وأفاق اوسع وسهولة نسبية .
بداية الأمر تهيبت هذا العالم الواسع كوني لم اكن قد صورت قط سابقا وهالني الحديث عن قواعد وأسس ومدارس متفرعه منه .
يعتقد البعض ممن يرى اعمالي ان مسيرتي مع التصوير طويلة قد امتدت لسنوات عديدة والحقيقة اني بدأت التصوير فقط قبل أربع سنوات ونيّف ، ولا زلت اعتبر اني في بداية الطريق .
التصوير عالم مليء بالتقنية والثقافة وهو خليط متنوع من أقسام ومحاور يحاكي كل منها حالات معينة ومواضيع بعينها .
فالمصور الناجح يجب أن يتمتع وقبل كل شيء بحس مرهف واحساس عال بالاشياء والمحيط والبيئة التي ينتمي اليها ليعرف كيف يسخر موهبته في قوالب فوتوغرافيه تتماهى وتلك الأشياء ولا تكون منسلخة عنها .
وعليه ايضا اي المصور ان يمتلك مخزونا ثقافيا ورؤية مختلفة للامور تكون مغايرة لما يراه الغير بمعنى ان المصور يرى ما لا يراه غيره عند النظر بعين فنية حيث يستنبط منها صورا مدهشة وتكوينات رائعة .
المصور يجب ان يتمتع بذائقة فنية وبصرية ومقدرة على قراءة الصورة واستخلاص عناصرها الجمالية .
بالاضافة الى كل ما تقدم على المصور الناجح أن يجيد التعامل مع تلك التقنيات والادوات التي يستخدمها والتكنولوجيا تقدم لنا حاليا كما هائلا ما علينا إلا ان نتقنه ونستغله الى ابعد الحدود من كاميرات وعدسات وإضاءة ومعدات مساعدة... الأمر الذي ينتج مع المامه بثقافة عالية اعمال ذات مدلولات واهداف واضحة تلقى استحسان من ينظر إليها .
أخذ التصوير مني في أربع سنوات ما قد يأخذه أكثر من ذلك لكثير ممن يريدون ان يتعلموا التصوير لاني اعطيته جلّ وقتي واهتمامي اذ وضعت نصب عيني ان اتعمق بدراسته والإحاطة قدر الإمكان بمعظم اقسامة وتفرعاته ...جميع اقسام التصوير جميلة اذا فهمنا كل واحد منها بأسسه ومفاهيمه ...شدني كثيرا تصوير الطبيعة والمعمار الاسلامي والبورتريه والماكرو حيث دخلت الى اعماق هذه الموضوعات وانجزت أعمالا جيده ولافته ..الأمر الذي دفعني للتعرف اكثر على بقية الاقسام والتبحر فيها .وهذا لا يتحقق إلا من خلال البحث والدرس والاطلاع على اعمال الرواد
خلاصة القول وكي نكون مصورين ناجحين علينا الالمام بالتقنية والمعرفة إذ لا يمكن الفصل بينهما لانهما صنوان متلازمان لانتاج أعمال راقية ومقبولة وتاليا الى بناء شخصية فوتوغرافية مرموقة ومعتد بها تصنع الجمال والابداع ..
ونصيحتي الى نفسي اولا والى زملائي المصورين ان يثابروا ويجتهدوا لأن حدود المعرفة لا تنتهي عند حد معين وأن نقبل النصح والارشاد من الغير وان لا نتردد بطلب العون لأننا كل يوم قد نتعلم اشياء اضافية تسهم في اغناء فكرنا وثقافتنا وكما يقال :قل لمن يدعي بالعلم فلسفة حفظت شيئا وغابت عنك اشياء ...
باسم ابو جهجه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق